pregnancy

ثارت يومًا - قصيدة فصحى

كنا نصرخُ والغيظُ يلتهمنَا : حسني مبارك الحق نفسك, قبل ما ثورة تقوم وتحاسبك , وكان رجال الأمن المركزي باعدادهم المهولة وصفوفهم المحاصرة يضحكون في استهزاء وهم يروننا قلّة قليلَة , كتبت هذه القصيدة ونشرت في 2009 قبل ثورة يناير بسنتين , وما زالت التعليقات عليها في المدونة التي نشرت بها شاهدة حتى يومنَا هذا على أن أحدًا لم يصدق الفكرة , الا القلائل .
ثارت يومًا ما مجموعة 
طارق عميرة



ثارَت يومًا مّا مجمُوعَة..
قالَ الأوّل :
أيَا الشعبُ شعْبِي..
أيَا الوطنُ وطنِي..
ألاَ تضْحكُون؟
إذَا الضحكُ لعِبِي؟
اليومَ يُمحَى همّكم
أو يزِد تعبِي ..
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الثانّي :
قدْ زادَ في الأرضِ الفسَاد..
قدْ عمّمّ الفقرُ البِلاد..
والصمتُ يبدُو غايةً ..
يطغَى على كلّ العِبَاد..
والدينُ أوقفَ عنوةً
والكفرُ بابُ الإجتهاد..
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الثَالِث :
وحُقوقنَا مهدُورةٌ
أمرُ المَلِك..
لهُ في العَبِيد
ما يشاءُ و يمتلِك..
من بدءِ آثَارِ الجدُودِ قديمةً
حتّى النفُوسِ حديثةً ..
في قمعِ إبنَك أو عمِك..
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الرابِع :
أينَ النمّاء ..
أينَ الرّخاء .؟
أينَ حنُوّ الأرضِ
أو عفوُ السمّاء..
الماءُ لُوّثَ والطعامُ مسرطنٌ
والعبثُ طالَ صغائرَ الأشيَاء.
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الخامِس :
يَحتضُنُ رؤسَاءَ العِدَا ..
ويمطّ فِي معنَى السلام..
ويُعيدُ هتْكَ عُروضنَا
بسلاحهِ الأمنِي الهُمَام
ويمدّ نعْشَ بِلادِنَا
حتّى إنطفأ.. نورُ الأمَام
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الجمعُ صراخَ الوِحدَة ..
صرَخُوا ..
صرخُوا ..
جاءَ الأمنُ بحشْدِ العدّة..
أخطأ جندِي
قتلَ الأوّل
قالَ القائِد ..
أكمل .. أكمِل ..
ضرَبُوا الثانّي حتّى المَوتْ
حتى صعُودِ الروّح لفوق ..
لم يستطع أحدٌ كتْمَ الصوّت
وقفَ الثَالِث..
برصاصَة ..
في جدرَان الصدرِ اللاهِث
حتّى الرابِع..
رجمُوه وقطعُوا إصبعهُ السابِع
وأدوا الخامِس..
وأدُوا وليد الفجرِ النّاعِس
إبتسمُوا ..
لنْ ينهِيَ رجلٌ ..حِكمتَهُم
وعليهِم..
أنْ يمضُوا ليفنُوا أسرتَهم ..
***
قالَ الألْف :
يا قومِي..
بعدَ دخولِ باب القصْر ..
لا يحفَلْ أحدٌ بالنّصر
نحنُ صُفُوفْ..
نحنُ ألُوف ..
منْ منّا سيصيرُ الحاكِم ؟
غيرُ مهمّ
من سيقُول القولَ الحاسِم؟
غيرُ مهمّ
القِيمةُ دومًا منسيّة ,,
قيمتنَا يا قومِ الوحدَة ..
قيمتنَا الأكبَر
حريّة
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الألفُ وسبعَةَ عشَر :
ينهبُ فينَا من أعوَام
والخوفُ ينهشُ فِي العِظَام..
حتّى رجالُ أمنهِ
سحقُوا أحاسيسَ العوّام
تموتُ ألوفنَا وينهشنَا الوباء
ويسهرُ جيشهُ
إذَا حسّ الزكَام
الآن أعلنُ ثورتِي..
حتمًا ستحرقُ أسرتِي !
قالَ الجمعُ صراخَ الوِحدَة ..
صرَخُوا ..
صرخُوا ..
أمّا رجالُ القصرِ فقذفُوا
بمدافِعَ تُحرِق منْ وقفُوا ..
قصفُوا..
بقنابِل تهلِك منْ وُجدُوا ..
إبتسَمُوا ..
قالُوا بعضَهُم البعْض ..
فلنستخدِم أقذرَ حيلَة ..
فالمرحُ الليلَة..
لن يتكرّر بعدَ اليلَة ..
***
في إنهاكٍ نظرُوا جميعًا ..
كمْ قتَلُوا ؟
ألفًا أم مئةُ أم أكثَر ؟
قدْ ذبحُوا للقصرِ قطيعًا ..
نظرُوا بشدّة..
وسمعُوا أيضًا ..
قال المليُون :
يا قمَرِي ..
إنّي آسِف ..
حقًا آسِف ..
قتَلُوا أهلِي..
قتَلُوا عمَلي ..
قتَلُوا عقلِي ..
حقًا آسف ,,
الآنَ حانَت ثورتِي..
حتمًا سَتُكتبُ قصّتِي ..
- تمت-


شكرا لتعليقك