طارق عميرة
اشرف لا يعلم لماذا
اشترى تلك اللوحة يذكر أنه كان عابرا ذات مرة على احد بائعى الاشياء القديمه ورآها عنده وقد
أسرته منذ اللحظة الاولى .. بل سحرته تماما فهو يذكر أنه ترك بطاقته لدى البائع
ليحضر له باقى ثمنها !!
كانت اللوحة تمثل
منظرا ليليا مخيفا ويحوى ذلك الجمال الربانى الذى لا يستطيع المرء ازاءه الا
الانبهار والغوص فى عالم من الاحلام ثم يفيق ليقول سبحان الله .. وان كانت اللوحة
تبدو له طبيعية الى حد مخيف,الى حد يجعلها اقرب الى صورة اقرب منها الى لوحة
مرسومة , بل وصورة متحركة ايضا كانما التقطت بكاميرا تليفزيونية عالية النقاء!!
دعك من هذا ..أشرف علق
تلك اللوحة فى غرفته الخاصة والتى كان يحتفظ فيها بكل غال ونفيس لديه واوراقه وما
جمعه من أسفاره واليوم يتذكر وبعد أن اشتراها بثلالثة شهور . . هو لا يصدق بعد أنه
قد وجدها بهذا الثمن البخس والذى لم يكن فى جيبه يومها ما يكمله , ولكنه كان بخسا
بالنسبه لها على اية حال
يذكر أن البائع قال له
أن صاحبها السابق مات مذبوحا بالة حادة للغاية وبعد أن اغلقت الشرطة منزله تسلل
أحدهم وسرق محتويات الغرفة وأهداه اللوحة يبيعها لأنها لا تمثل له أى أهميه
...والشرطة لا تشغل بالها باللص كثيرا لانها ما زالت تبحث عن القاتل الذى ارتكب
جريمة الذبح بهذا الاحتراف !!
منذ شهرين وبعد أن عاد
أشرف من سفره من تركيا الذى استغرق أسبوعين لاحظ شيئا غريبا .. كان باللوحة خيال
لشخص قادم من بعيد , على مرمى البصر لو صح القول .. هو متأكد ان هذا الشيء لم يكن
موجودا من قبل فقد تأمل اللوحة مرارا .. فكر أنها قد تكون بقعة لوثت ضوء القمر
المسبوغ على اللوحة وتسائل قليلا كيف اخترقت الزجاج اذن لتختار هذا المكان بالذات
؟!ربما كانت مجرد صدفه فلا يفسر هذه الدقه الا الصدف!
واليوم وبعد ثلاثة
اشهر وما جعله يتذكر .. هو انه كان فى غرفة مكتبه كالعاده ..حين التفت للوحة التى
كان قد نسي امرها قليلا
فوجىء بشيء غريب امامه
.. لقد فوجىء بان المظهر فى اللوحة قد تبدل تماما.. هناك بدر ساطع الضياء يكاد
ضوءه يخرج الى الحجرة .. هناك اشجار تختفى خلف شخص ما .. هناك ذلك الشخص الذى كان
مظهره غريبا للغاية !!هناك تلك العباء ذات غطاء الراس ولونها اسود تحيط بهذا الشخص
وبالطبع الظلال والقمر من خلف جعلا رؤية وجهه مستحيلا ..دعك من تلك العصا الطويله
التى يمسك بها بما يشبه اليد البشرية باستثناء اظافر تبدو كالمخالب وتنتهى - العصا
لا اليد - بنص لامع معوج يشبه المنجل
بالطبع كانت حالة اشرف
هى الذهول وقام من مكانه ليمسح على اللوحة بيديه ويرى هل هى حقيقة ام ان هناك
هلاوس فى عينيه ولكن فى النهاية تأكد من انها حقيقة ..استغرق بعض الوقت حتى يفيق
من صدمته ثم اخذ يفكر ما هذا الذى يحدث هو متاكد من انها نفس اللوحة .. الاطار
القديم يقول هذا .. المنظر فى الخلفية يقول انه نفس الشمهد باستثناء ما استجد عليه
.. اذن ما الامر !!
وبدا يربط بين الاحداث
..اذن البقعة الصغيرة القديمة .. كانت هذا الشخص قادما من بعيد .. معنى هذا انه
كان يسير منذ راه من ثلاثين يوما حتى وصل الى حجمه هذا وهو حجم طبيعى نوعا ما لنا
كبشر . ترى ايستمر فى سيره .. اذن اين سيذهب هل سيعبر الى ما وراء اللوحة ام يخرج
خارجها .. كلا كلا هذا التفكير غير منطقى لا بد اننى شربت الكثير من القهوة ولم
انم منذ اسبوع على الاقل
اننى افكر فى اشياء لا
تحدث حتى فى افلام الرعب هناك تلك الصورة التى تحرك عينيها وتثير القشعريرة فى
الابدان والفضول لمعرفة ما سيحدث للبطل وما قصة هذه الصورة ثم لا يلبث المشهد ان
يقطع على هذا او يكون هناك شخص خلف الصورة ينظر بعينيها
!!
ولكننا لسنا فى فيلم
رعب او رسوم متحركة ... انه الواقع المخيف .. اذن لا مجال للتفكير فى هذا الامر
هنا ..انتظروا
هناك امر اخر ..
البائع الاحمق قال ان مقتنيها قبله قد مات بالة حاده اجتزت عنقه .. عاد يرمق
الصورة فى رعب .. ترى هل تراه هذا المنجل ..ما هذا .. اين ذهب ذلك الشخص الذى كان
فيها .. لقد عادت اللوحة كما كانت !!
بدون اى بقع بدون حاصد
للرؤوس باستثناء ذلك البدر الذى ما يزال ساطعا فى سماء اللوحة .. هل تراها مجرد
هلاوس ؟؟؟ ولكن البدر ؟؟ ربما كان هناك منذ البداية !!هناك حركة ما خلفه ترى ما هى
..صوت شيء ما يشق الهواء .. كم كان احمق لماذا لم يبادر بالهروب .. ابتسم فى جزء
من الثانية وخيل اليه ان السواد الذى تحيطه العباءة يبتسم .. كان هذا فى جزء من
الثانية قبل ان يطير راسه فى الجزء الثانى بعد ان فهم كل شيء!!
***
فى احد محلات التحف ..
كان ياسر يتجول .. حين لفت نظره لوحة
كانت اللوحة تمثل
منظرا ليليا مخيفا ويحوى ذلك الجمال الربانى الذى لا يستطيع المرء ازاءه الا
الانبهار ويغوص فى عالم من الاحلام ثم ليفيق ليقول سبحان الله .. وان كانت اللوحة
تبدو له طبيعية الى حد مخيف,الى حد يجعلها اقرب الى صورة اقرب منها الى لوحة
مرسومة , بل وصورة متحركة ايضا كانما التقطت بكاميرا تليفزيونية عالية النقاء!!
ذهب الى البائع . ..
كم تطلب فى هذه اللوحة ..سادفع اى ثمن تريده !! نشرت في بوابة بص وطل 2007 م
1 التعليقات:
انقر هنا لـ التعليقاتجميل.. أحب هذا النوع الغرائبي من القصص.. أعجبني تقدم الشخص الغامض من داخل اللوحة.. وأعجبتني ابتسامة أشرف في جزء الثانية وقد فهم كل شيء بعد فوات الأوان.. أكتب قصصا في الرعب أنا أيضا.. بالتوفيق أخي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء