pregnancy

الطريق إلى وغدستان - قصة ساخرة


كتبت في 2008 .
نشرت في كتابك الساخر 1 عاوزة عربية 2012
طارق عميرة


قال الوغد الكبير الذي يحتل منصبَ رئيس دولةٍ ما على إحدى منصاتها :

- وأنا أعلن إن دولة وغدستان هي دولة شقيقة بالظبط زيها زي الدول العربية , معاهم في نفس الحيز وبتعيش معاهم بالاساليب المثلى والقيم العليا .. عشان كده فالرئيس بتاعهم حبيبي , دول منتهى التمدن والحضارة , وهوا راجل ذوق جدًا .. it's my love


هنَا وللمصادفة أو للقدَر قام أحد الهاتفين يردد بأعلى صوته ويردد الحاضرون خلفه :


تحيا دولة وغدستَان , الدنيا خوف وهيّا أمااااااااان


انتظر الرئيس الوغد حتى انتهوا من هتافهم قبل أن يتَابِع :


- وكمان هنعمل معاهم تعاون اقتصادي خطير هيخسرنا الثروات القوميـــ... عفوا الثروات الصغيرة ويكسبنا طبعا ثروات كبيرة أكبر بكتير , احنا في بلد رأسمالي حر دلوقتي يقدر الأب يبيع ابنه , ليه الناس مش قادرة تفهم وقارفيني؟


نظرَ إليه الحاضرون في سرور مبالغ غير مصدقين أنه بالفعل نجح في ذلك , واااااااااااااااااااااو , يا للروعة , فتابع في حماسَة :


- والله وما ليكم عليا يمين , انا كنت ناوي اعملهالكم مفاجأة في برنامجي بتاع انتخابات 2017 , واقولهالكم في الاعلان بتاع التلفزيون بس أنا قلت يا وغد ما تبخلش على شعبك حاجه , مين عارف مش ممكن ربنا يتوفاك بكرة ويسألك عن الشعب ده وراعيته ولا لأ ؟ لازم ساعتها ترد عليه وتقوله : انا سبت السلام لشعبي , عملت اتفاقية مع وغدستان واديتهم كل حاجه ببلاش , أصل وغدستان دي دولة وغدة ربنا يكفيكم شرورها
قال أحد اللذين لا يفقهون شيئًا :
- ازاي يا زعيم , دي متجيش واحد على خمسة واربعين من مساحة بلدنا
قال الوغد الكبير :
- عشان بس انت لا تفقه اي شيء في الحياة , الموضوع له ابعاد اخرى انتا مش هتشوفها , وما يشوهفهاش الا زعهيم وقائد زيي .
ثم تابع الزعيم :
- وأنا إذ أهدي شعبي الهدية العظيمة دي فده بس عشان يفتكروني , عشان يعرفوا قيمتي وقيمة اللي بعمله عشانهم
قال أحد اللذين يفقهون :
-يا ريس انتا بقالك كتير ننساك ازاي بس , كل اللى عنده اقل من تلاتين سنه مولود في عهد سعادتك وتقول مش هنفتكر , هنفتكرك يا ريس , هنفتكرك قوي قوي .. تكفي انجازاتك العظيمة المعبرة .. زي كاس الأمم الافريقية اكتر من مرة وكاس الأهلي للاندية ولا ننسى مجهوداته عظيمة من اجل نادي الزمالك المناضل والحصول على المعونة الأمريكية لمدة تسعة أعوام على التوالي.. وتشريف مصر بأنّها خارج نطاق تنظيمات كأس العالم الكروية المزعجة .
دوّى تصفيق حار في القاعة بينما كاد الرئيس يبكي تاثرًا وهو يشعر بفضلهِ العظيم على الشعب الوغد الذي لا يقدّر ما يفعله من أجله ..
قال الزعيم وهو يكمل تصريحاته النارية المفزعة :
- أوغاد .. الأوغاد هم اللذين ينفخون في النار , ولا يرون في اللي بعمله عشانهم أي قيمة أو قدر من الاصلاح الاقتصادي , وهذا تجاهل متعمّد لدوري الذي حاولت أداءه على أكمل وجه .. لقد صار الخبز متوافرًا في جميع مناطق الجمهورية .
تصفيق أخر قبل أن يتابع الوغدُ الأكبر :
-وإنني اذ بسيبهم يبثون سمومهم بين الشباب فهذا لا يعني اننا غافلون , لا انا لست بريالة بل أدري تماما ما يحدث في جمهوريتي الصغيرة ولكنني أتغاضى عنه من باب محبتي مع أبنائي ..
قالها وهو يبتسم إثر احساسه بحموضة بينما نهض الجميع يصفقون في حرارة شديدة ويصفر آخرون وقال أحد اللذين يفقهون :
- بك نستعيش .. بك نستموت ..
كنا سمكة .. بك صبحت حوت ..
بينما ردّد المعاتيـــ..الحاضرون الهتاف وراءه كان الرئيس يستعد لانهاء خطابه قبْلَ أن ينصرف ولكن فاجأه قول أحد اللذين لا يفقهون شيئًا :
- يا ريس .. انتا بتسمي العيش اصلاح بعد تلاتين سنه سرقة وقرف .. حرام عليك يا ريس ..
أجاب الرئيس وهو يتابع الضربات التي يتلقاها الذي لا يفقه :
- يا ابني مش كده , ده اسلوب مش حضاري وما ينفعش , عندك مستند قدمه للمحكمة مش عندك ما تقدموش , هوا انتا اسمك ايه ؟
- هممممممف
- نعم ؟
يصرخ :
- مش عارف اتكلم .
قال الرئيس للحرس اللذين ادرك أنهم يضربون المواطن بعد أن خرقوا احدي عينيه وكسروا انفه و أحرقوا جبهته وصموا أذنه وطبخوا ذراعه :
- ليييييييييييه كده ؟ ده اخوكم يا ولاد .. ازاي تعملوا فيه كده .. سيبوه .. انا ما قلتش كده ..
ثم تابع الرئيس في حكمة :
- هوا فاهم غلط , انا دلوقتي هفهمه الصح , يا ابني لو عندك مستند هاته معندكش ام مستند ما تتهمنيش بالسرقة وانا هرفع عليك قضية في المحكمة زي الناس الشرفا والقاضي هيجيبلي حقي .
وقبل ان يتم عبارته كان الذي لا يفقه قد صار في خبر كان فالقاضي لن يحكم بأقل من الاعدام على أية حال وقد نفذوا الحكم بطريقتهم في حين تابع القائد :
- أنا مش عايزكم تمشوا ورا الاعلام الوغدستاني المتخفي في صورة عربية وبيشتم في نفسه .. لا دول عايزينكم تعملوا حرب معاهم عشان يضربوكم وده ايمبوسيبل في عهدي , صحيح انني لا اركع الا الله , لكن هنركعوا كتير لغيره يعني
, فاكرين لما وعدتكم انه لا تستر على فساد ؟ آهو الفساد بقه واضح زي الشمس لما بقينا فسادستان , ولعلمكم فسادستان مش ساكته .. ما تفكروش ان موت الاخوة سهل علينا برضه .. احنا بنضغط على وغدستان .. بنضغط عليها بشدة , بعنف , وهيا بترضخ صراحةً لضغوطنَا .
وصمت للحظات قبل أن ينتبه إلى أنه يريد الحديث بخصوص نقطة أخرى فتظاهر بأنّه خطير كزعماء المافيا ومال على الكاميرا التي تصور خطابه وهو يقول :
- الصحافة المغرضة اللي بتاخد تمويل من الموساد والسافاك والمكتب الخامس البريطاني والتاني الفرنسي والسيكوريتاتيا والكونجرس و المافيا والمنظمات اللي موجودة في قصص أدهم صبري و عايز اقولهم اني عارفكم واحد واحد , انتم اللي افسدتم ابنائي اللي بتغاضى عنهم وانتم اللى افسدتم افكار شعبي الحبيب , والحيوان اللى همسكه منكم هحوله لمحاكمة عسكرية وأعدمه رميًا بالشباشب .
قام أحد رؤساء صحف فسادستان القومية يهتف :
سيبوا رئيسنا الوغد في حاله ..
قبل ما يشتري روحكم ماله ..
وردد الحضور الهتاف في حماسة قبل أن ينقضوا على الوغد الأكبر ويرفعوه فوق الأعناق اونقض عليه أحد اللذين يفقهون وهو يقبل قدميه في شدة ويقول :
- انتا بركة يا زعيمنا .. باركني ابوس رجلك .
- منتا بوستها !
- باركني يا زعيم ..
يطلق الحرس النار عليه فيسقط على الأرض من فرط سعادته بنشوة المباركة التي منحهُ إيّاهَا الزعيم الوغد , في حين يهبط الزعيم الوغد عن كرسيه ويتجه صوب الباب , ليعود بعد أن أنهى المؤتمر العملاق الذي صنعه ليقابل شعبه الحبيب الذي يعشقه بعد أن أعطى كل واحدٍ من الحاضرين مبلغًا من المال .
في المساء اجتمع المجلس الوغدستاني للثقافة والصحافة والآداب وهم ينظرون فيما عليهم فعله لنشر التصريحات الرهيبة الكاملة للوغد الأكبر, وقد كانت حيرتهم بالغة فهو تارة يقول على وغدستان حبيبته وتارة أخرى يسب فيها وحلفاؤها لأنهم أفسدوا شعبه هكذا لم يعرف الجميع ما يفعلون فأنهوا اجتماعهم وقد قرروا أن يكتب كل منهم ما يريد , لهذا فقد جاءت أخبار اليوم الثاني رائعة ولنأخذ جولة فيها
* جريدة الأجرام الفسادستانيه :
كتب رئيس التحرير : سلامة سرايا - صورة لرجل أصلع مبتسم بشدة وخلفه يبدو 4455445541112122552كتاب
عنوان كبير يلتهم ثلثي الصفحة
الرئيس : وغدستان my love
بخط صغير قليلا : الرئيس يشيد بجهود وغدستان للسلام ويدين الارهابيين الفلسطينيين .
صورة للوغد الأكبر وهو يتظاهر بأنه أسد وأنه رئيس
صرح رئيس الجمهورية الأمس في تصريحات بالغة الجرأة أنه أهدى سعبه اغلى هدية في الوجود وهي السلام , حيث أن اسرائيل تمتلك تسعة آلاف قنبلة نووية وتسعين طيارة اباتشي و6 قنابل يدوية ومدفعين اباتشي مضادين للدبابات وهذا يعني أنا ما فعله الرئيبس الفسادستاني حفظه الله يعدّ إنجازًا حضاريًا كبيرًا في السلام لو أنني مكان السويد لاديته جايزة نوبل .
* من قصيدة في صفحة الشعر بنفس الجريدة : للشاعر عبد الرحمن الأبنوسي
وبعد الدم وبعد الشهادة ..
جالوا السلام
وجال رئيسنا معاهم سلام
وجلنا كشعب
احنا بنسامح
وبننسى امبارح
وجلنا السلام
وجال الرئيس
يالله السلام
وجالوا السلام
يا سلام يا سلام
* من قصة كتبها الأديب الكبير "عباس حسانين " نشرت في جريدة أخبار اليوم الفسادستانية:
وعلى الشاطيء بعدَ أن أنقذهُ من الغرق :
- منين الأخ ؟
-وغدستان .
- أخوك ابوسمرة من فلسطين
وصاروا اصدقاء وعاشوا في تبات ونبات واتجوزوا اتنين اخوات وخلفوا صبيان وبنات
* من جريدة روزالوغد الفسادستانية / جزء من مقال رئيس التحرير كرم وغد :
حكمة الرئيس المتدفقة وعقليته المتفتحة هي من وضعتنَا في مقدمة الدول التي تسعى نحو التطور والانطلاق فبمبادرته الجديدة للسلام مع وغدستان بعد سقوط أكثر من 1300 شهيد يكون بهذا قد ضرب أفضل المثل في التسامح والرقي في التفكير ومحاولته الدؤوبة لايقاف شلالات الدم المنهمرة .
يُذكر أن الرئيس اتخذ هذا الموقف بعد فترة طويلة من تدبر الأمور وكان الشعب يتهمه بالخيانة والعمالة غير مدركين أنه يفكر في مصلحتهم ومن أجلهم , عموما حصل خير .
* من المقامة الوغدستانية بقلم الأديب الكبير قرطاس ترمس : وبينمَا أنا اواجه الثعبان , إذ ظهر لي رجل فأشعرنِي بالأمان , قتله ببوكس في العينَان , ونظر لي وقال , أنا من وغدستان , قلت له في سرور , وقد ملأني حبور , الوغدستانيون قوم لطاف , بدمهم خفاف , لو لم يكن بيننا صلح لأصبنا بالجفاف ولعشنا على الكفَاف .
إلا أنه بعد كل هذه الأخبار الرائعة كان هناك قلق كبير يتزايد في عقل رئيس المجلس الوغدستاني للثقافة والصحافة والآداب , فجمع الصحفيين والاعلاميين والأدباء مرة أخرى وعقد المؤتمر الخطير وقال :
- ليلتنا سودا ان شاء الله .. نعمل ايه لو كان الرئيس قصده فعلا ان وغدستان وحشة عشان العملا اللي بيقبضوا منها والمدسوسين بتوع امريكا .. احنا لازم بكرة نهاجم عشان نثبتلهم اننا صاحيين
اليوم التالي :
* جريدة الأجرام الفسادستانيه :
كتب رئيس التحرير : سلامة سرايا - صورة لرجل أصلع مبتسم بشدة وخلفه يبدو 4455445541112122582كتاب
عنوان كبير يلتهم ثلثي الصفحة : إننا نرصد العملاء
بخط صغير قليلا : رحمة الرئيس .. الرئيس يترك الخونة والعملاء حتى لا يثير الفتنة .
* عنوان من الأجرام ويكلي
peace in Wag'dstan
* من جريدة يديعوت أخرونوت الوغدستانيه :
جلعاد شاليط ارؤييل شارون ايهود اولمرت تل أبيب .. معاريف شالوم .
ثم كتبت الجريدة بعد أن فرغت حصيلتها من الكلمات الوغدستانيه
فسادستان از اور برازر
وكان الوغد الكبير رئيس دولة فسادستان يتابع هذا في رضا مقتنعًا بما يقرأه , ما أعظمه , ينظر إلى نفسه في المرآة ويقول :
- كنتي هتعملي ايه يا فسادستان من غيري .. دنا خسارة فيكم يا كلاب , لو تعرفوا اللى بعمله عشانكم ..
ثم تذكر امرًا هامًا فاتصل بمدير أعماله :
- حولت الفلوس على سويسرا ؟
- كلها يا ريس .
- تمام .. كام كده ؟
- البنك بيقول ان رصيد سعادتك اكبر من بقيت الفلوس اللى حاططها بقيت الزباين .. ما تفتحلك بنك سعادتك ؟
- لا لا !
ثم أغلق الهاتف ونظر إلى نفسه مرة أخرى في المرآة بارتياح ..الآن يمكنه أن ينام ويضع في بطنه بطيخة صيفي , لقد لقد فعل كا ما يريد فعله , سينام .. هاااااااااااااااااااااوم
أثناء نوم الرئيس .. ساد الهرج والمرج في جرائد المعارضة سواءًا الفسادستانيه أو الموجهة إلى وغدستان , واتهمه رؤساء تحرير حمقى بالعمالة وتجرأ قاضٍ وأعلن أنه خائن بينمَا جاءَت الكارثة المتمثلة في عضو مجلس شعبٍ أخرق حاول تقديم طلب بمحاكمة الرئيس وتصديره البازلاء إلى وغدستان .بل والأدهي والأمر أن هناك شرذمة من المنتسبين إلى الأقليات تحدثت إلى الإعلام العالمي وخرجت في قنوات مثل الجزيرة والسي ان ان والبي بي سي والواشنطن بوست وجريدة الحياة اللندنية والدبليو سيهناك ذلك الوغد الذي اتصل على المذيعة الوغدة في القناة العميلة التي تديرها أمريكا و وغدستان وكل الدول التي ريد الاضرار بفسادستان , لقد قال الوغد :- أخذه الله , فضحنا ابن ال*&&** قدام العالم كله, أين ذهبت كرامة العرب , فين كرامة الشعوب , طب الشعوب المبسوطة مبسوطة .. الشعوب الفقيرة التي لا تنعم بالأمان بينما يغسل رؤساؤها شعورهم ببيرت بلاس , هما فييييين؟يضيف الوغد بعد أن يتظاهر بأنه متأثر :- عايز اقول بس ان موقف الشعوب ظهر في المظاهرات ولو كان ينفع نعمل اكتر من كده كنا عملنا , بس هنعمل ايه , آدي الله وآدي حكمته , عمرك شفت حكومة تفتح التبرعات لغزة وتنزل في جرايدها القومية صور ومقالات تحث على كراهيتها ونبذها وحرقها وضربها بالشباشب ؟
وفي جريدة الطرطور الفسادستانية كان العنوان الرئيسي هو :
وغدستااااااااااااااااااان .. سلام شائك .
كتب رئيس التحرير : ابو خليل عيسى
إن معنى هذا السلام الذي حدث مع وغدستان ويصر بعض قادتنا على إتمامه رغم أنه محفوف بالدماء وخيانة العهود ونقض المواثيق , أن هؤلاء القادة قد قبضُوا الثمن , وهم لا يحتاجون إلى المال , فماذا يمكن أن يكون الثمن ؟ بالتأكيد المزيد من قمع حرياتنا والمزيد من نهب ثرواتنا وإخذ الضوء الأخضر لإتمام ما بدأوه من فساد , أم ان الثمن هو عدة أجولة من البن البرازيلي ؟
لهذَا فعندمَا استيقظَ الوغد الكبير في اليوم التالي لم يجد يومهُ سارًا لأن صحف المعارضة قد قلبت حياتهُ إلى جحيم , في لحظات وجد نفسه لص ووغد ونصاب وخائن وعميل وسفاح وحرامي بل وصلت دناوته إلى أنه يسرق الملابس من على الحبال ليلاً ..
هكذا كتبت إحدى صحف المعارضة المغرضة التي لا يدري من اين تخرج , على أيّة حال سيكون أمام رئيس تحريرها شوطٌ طويل قبل أن يمسك بقلمٍ مرّة أخرى.


فكّر طويلاً في اي رد فعلٍ يتبعه قبل أن يقرر أن يبدو بطلاً هذا الأسبوع فاتصل بالقناة الفسادستانية الاولى وقال :
- انا هطلع عالتلفزيون بعد شوية عشان اقول خطاب تاني وارد على المعارضة المغرضة والكلاب مدفوعين الأجر
وأغلق الهاتف بينما انقلبت القناة الأولى إعدادًا لخطاب الوغدِ الكبير


لم ينس الرئيس أن يتصل بزوجته وهو يقول :
- ابقى شوفيني في التليفزيون هطلع بعد شوية .
- والله صحيح ؟
- آه والنعمة .
واتجّه إلى القناة ألأولة وبعدما تأكد من إعداداته وراجع نفسه وتأمل سواد شعرهِ وخفة دمه ووسامة وجهه واناقة بذلته وقف يقول في بث مباشر :
- أكدت من قبل ان السلام مع وغدستان افضل من الحرب , ولكن بعض المغرضين يتهمونني بالخيانة والعمالة , وانا حاي اثبتلكم بالدليل القاطع


إن إحنا دولة قوية ومش خايفين من حد وانا لا أركع إلا لله , واي اعتداء على السيادة الفسادستانية يمثل اعتداء علي شخصيًا وهو يعني الحرب بلا تباطؤ ولا تمايع ولا استهبال , والحرب جاية في يوم بيننا أكيد , والدين قالك ايه ؟ واعدوا لهم ما استطعتم .. وفي حرب اكتوبر كان الايمان القوي للجنود مسلمين ومسيحيين السبب التاني في نصر بعد الضربة الجوية بتاعتي


انتوا نسيتوا الضربة الجوية ؟ مش ده كانت على وغدستان برضه ؟ عشان تعرفم ان السلام غصب عني بس احنا بنبني في الاقتصاد وفسادستان تسير في مسيرة الاصلاح الاقتصادي إلى الامام .. وصلت درجة تقدمنا 2 ريختر بعد 28 سنه .. وبعد ده كله تتهموني بالخيانة


وكاد الرئيس يبكي تاثرًا بينما بكى المخرج والمنتج والمذيعة التي لم تكن موجودة وكل من شاهد البرنامج وكل من لم يشاهده واتجه بعض المحامين لرفع قضية على كل من اتهم الرئيس بالخيانة بينما خرج الرئيس من مبنى القناة وهو يجد جماهيرية عريضة تحمله على الأعناق وقد آمنوا أن فسادستان قوية مخلصة وانها ستدافع عن نفسها , وانه سيعلن الحرب على وغدستان عندما ينتهي من الإصلاح الاقتصادي .

النهاية.



شكرا لتعليقك