طارق عميرة
تغيِبينَ
عنّي فتبدُو الحيَاة
كشخصٍ وحيدٍ بينَ الهضَاب
ومَا
كانَ حولِي من الكائنَات
صغيرٌ حقيرٌ كبضعِ الذُبَاب
حيارَى
سكَارى تراهم بحين
وحينًا
تراهُم قساةً غِضَاب
وحينًا
حزانَى على الراحلين
وحينًا
سلامًا وحينًا سُبَاب
تجيئينَ
يسري بوجه العجُوز
حبورٌ
سرورٌ وماء الشباب
وأرضٌ
فتُزهِر وطيرٌ فيفرَح
حتى
ليعلُو بأعلى السحّاب
ورقصٌ
لكونٍ جميلٍ عظيم
تغيبين
عنهُ فيغدُو سرَاب
وأنتِ
ببحر عميق الزوايا
أراهُ
قصورًا بوسطِ الضبَاب
تغِيبينَ
عنّي وإني أظنّ
مجيئك
لي نادرٌ كالشهّاب
أرى
الفاتنَات على شرفتِي
وفي
شارعي وفي كل باب
يراودننِي
وإنّي ضرير
فإما
تجاهُلُ وإمّا إجتنَاب
وأنتِ
كطيفٍ يزور المنام
شديدُ الجمالِ أطارَ الصوّاب
تغيبين
عنّي فيَسْوَدّ قلبِي
وأرجو
خلاصًا لهذا العذَاب
قويٌ صبورٌ ولكنّني
أخافُ كثيرًا ذاك الغياب
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء